فضل العشر الأواخر من رمضان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , اما بعد:
فالعشر الأواخر لها مزيَّة خاصَّة عن باقى ليالي رمضان , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعظم هذه الليالى المباركة ويقوم فيها بأعمال وعبادات لايقوم بها في غيرها.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فى العشر الأواخر ملا يجتهد في غيره)).
فحريٌّ بالمؤمن أن يستغل هذه الليالي والأيام الطيبة بالطاعات , وذلك بالاعتكاف وكثرة الصلاة , وقراءة القرآن , وذِكر الله تعالى .
ويكفى هذه الليالي المباركة أن فيها ليلة القدر, التى هي خير من ألف شهر , ليلة عظيمة حظيت بها أُمة محمد صلى الله عليه وسلم من دون الامم السابقه . والمحروم مَن فاتته هذه العشر وهو فى غفلة عنها سواءً بالتسكُّع في الاسواق أو العكوف على الفضائيات أو مجالس الغيبه او النميمة ,ولربّما لايدركها _هذا المسكين_ فى الاعوام المقبلة ؛ لموت او غيره.
الاعتكاف
إن أفضل مايُعمل في العشر الاواخر من رمضان : هو الاعتكاف , تلك السُّنَّة المهجورة من كثير من الناس في هذه الازمنة.
يقول الشيخ صالح الفوزان ((إنَّ إحياء هذه السُّنَّة التي تُرِكَت في هذه الزمان أولى من العمرة : فعن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في هذا الشهر , بينما كان يعكتف إلى أن لقي ربه)).
والاعتكاف ((محله المساجد التي تُقام فيها الجماعة في أي بلد كان ؛ لعموم قوله تعالي{وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ}, والافضل أن يكون في المسجد الذي تُقام فيه الجمعة لئلا يحتاج إلى الخروج إليها ,فإن اعتكف في غيره فلا بأس أن يبكر إلى صلاة الجمعة.
وينبغى للمعتكف أن يشتغل بطاعة الله _عز وجل_ من صلاة وقراءة قرأن , وذكر الله _ عز وجل لان هذا هو المقصود من الاعتكاف , ولا بأس أن يتحدث إلى أصحابه قليلا , لاسيما إذا كان في ذلك فائدة .
ويحرم على المعتكف الجِماع ومقدماته . وأما خروجه من المسجد فقد قسَّمه الفقهاء إلى
ثلاثة أقسام:
القسم الاول :جائز , وهو الخروج لأمر لابد منه شرعاً, أو طبعاً,كالخروج لصلاة الجمعة , والاكل والشرب إن لم يكن له مَن يأتيه بهما , والخروج للوضوء , والغسل الواجبين , ولقضاء الحاجه.
القسم الثانى :الخروج لطاعة لاتجب عليه كعيادة المريض ,وشهود الجنازة , فإن اشترطه في ابتداء اعتكافه جاز, والا فلا.
القسم الثالث :الخروج لامر ينافى الاعتكاف كالخروج للبيت والشراء , وجماع اهله ونحو ذلك , فهذا لايجوز لا بشرط ولا بغيرشرط )) هذا والله اعلم وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم