منتدى المجاهدين العرب
الجهاد والأعداد الفصل الأول WxL32142
أيها المجاهدون يرجي التكرم بتسجيل الدخول والرجاء التسجيل بالقاب وليس باسماء أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة الجهاد سنتشرف بانضمامك شكرا الجهاد والأعداد الفصل الأول SGT32142 إدارة المنتدى الجهاد والأعداد الفصل الأول WxL32142
منتدى المجاهدين العرب
الجهاد والأعداد الفصل الأول WxL32142
أيها المجاهدون يرجي التكرم بتسجيل الدخول والرجاء التسجيل بالقاب وليس باسماء أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة الجهاد سنتشرف بانضمامك شكرا الجهاد والأعداد الفصل الأول SGT32142 إدارة المنتدى الجهاد والأعداد الفصل الأول WxL32142
منتدى المجاهدين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دولة الخلافة الأسلامية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الجهاد والأعداد الفصل الأول

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عكرمه المقدسي




المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 25/07/2012

الجهاد والأعداد الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: الجهاد والأعداد الفصل الأول   الجهاد والأعداد الفصل الأول Icon_minitime1الأربعاء يوليو 25, 2012 6:08 pm


الفصل الاول ضرورة الجهاد ومنطلقاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك ولياً وأجعل لنا من لدنك نصيراً
هل يمكن إلغاء الحروب والمعارك، وكل النزاعات، والخلافات من على وجه الأرض؟
وهل يمكن عقد هدنة شاملة ودائمة بين كل الشعوب والدول، والأطراف؟
وهل يمكن للبشرية أن تعيش بلا صراع؟
ليس من الممكن إلغاء شيء اسمه الصراع على وجه هذه الأرض ـ طالما كان هنالك الحق والباطل ـ فالصراع قائم منذ بدء الخليقة، وهو موجود ومستمر.
فالحياة قائمة على معادلة الصراع.. يقول الله عز وجل:
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).
قد تكون هنالك هدنة مؤقتة للحرب والمعارك ولكن ليس هنالك صلح دائم ومستمر.
ذلك لأن طبيعة الحياة قائمة على الصراع، وحتى الحيوانات مثلاً تخوض الصراع بينها، وهي لذلك مجهزة بوسائل الهجوم والدفاع الطبيعية، مثل الأنياب، والمخالب، والقوة البدنية.
بيد أن الإنسان يختلف ـ في معركته ـ عن الحيوان ـ فإذا كان الأخير يدخل الصراع دخولاً عشوائياً وبلا هدف، فإن الإنسان إنما يخوض الصراع من أجل هدف وخطة مرسومة.
وبالطبع قد تختلف الأهداف عند هذا الإنسان وذاك، وقد يكون بعضها نبيلاً والبعض الآخر سيئاً وقبيحاً.
فالبعض يدخل الحرب من أجل نشر رسالات الله، والدفاع عن المستضعفين والمحرومين، ومن أجل إقامة العدل والحرية.
والبعض الآخر يشعل نار الحرب من أجل المصالح الدنيوية كحب السيطرة، والوصول إلى دفة الحكم.
أي أن هنالك صراع حق، وصراع باطل، كما أن هناك معركة بين الحق والباطل، والصراع الديني هو الصراع الحق، وما سواه صراع زائف.
ذلك لأن الصراع الديني يريد تحقيق حكم الله، وبالتالي فإنه يريد تحقيق السلام والعدل والحرية والرفاه الشامل.
إن الصراع الحق هو من أجل إنهاء كل الصراعات الزائفة التي تهدف سلب حقوق الإنسان.
من هنا.. كان الجهاد في الشريعة الإسلامية فريضة واجبة مقدسة، كما هي الصلاة والحج، وفروع الدين الأخرى.
إلا أن هنالك فهم تجزيئي من قبل كثير من الناس في تعاملهم مع أحكام الدين.. وسيما ما يرتبط بقضية الجهاد.
لو قيل ـ مثلاً ـ أن هناك من يجاهد ولكنه لا يصلي ـ مع أنه افتراض بعيد ـ فإن هناك الكثير من علامات الاستفهام والتعجب سترتسم في الأذهان تجاه هذه الحالة التجزيئية غير المعقولة.
إلا أن قولاً معاكساً لذلك سوف يمر على الأذهان دون أن يثير فيها أي علامة تعجب أو بذور استنكار، مثل أن يكون هناك شخص يصلي، ولكنه لا يجاهد.
أي ما هو السبب الذي لا يثير علامات التعجب حول من يصلي، ولا يجاهد، بينما يكون التعجب والاستنكار والدهشة البالغة لمن يجاهد ولا يصلي؟.
هناك إذن فهم خاطئ وتجزيئي للإسلام.. قبول ببعض الكتاب وإيمان ببعض أحكامه كالصلاة، ورفض لبعضه الآخر وكفر بأحكام أخرى كالجهاد.
يقول الله عز وجل:
(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون).
هذه النتيجة نجدها بوضوح مبين في الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، والتي جزّأت أحكام دينها، فأكثر من مليار ونصف المليار مسلم ـ حسب الإحصائيات الأخيرة ـ ينهزمون أمام ثلاثة ملايين إسرائيلي.
أليس هذا هو الخزي في الحياة الدنيا، دونه خزي الآخرة وعذابها.
إن أشد العذاب هنا ليس للمبالغة كما نردد في أحاديثنا.. إنما هو كلام الله سبحانه وتعالى.
كما أنك لا تستطيع أن تحقق السعادة حتى في مجال حياتك الشخصية إلا بأخذ الإسلام كاملاً، وتطبيقه شاملاً.. ويستحيل أن تكون سعيداً ـ تمام السعادة ـ في المجال الشخصي وأنت لا تطبق كامل أحكام الإسلام قي المجال الفردي... فكيف بالنسبة للأمة ونظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي؟
وبالفعل فإن عذاباً شديداً ينتظر أولئك الذين جزءوا الإسلام وبعّضوا أحكامه.
إن الجهاد جزء رئيسي في بناء الإسلام، وإذا ما حذفناه من برنامج الأمة ومنهجها وسلوكيات أبنائها فإن هذه الأمة سوف تضيع ـ لا سمح الله ـ.
فلا يمكن أن تقلع الطائرة إذا لم تكن متكاملة الأجزاء.. فلو فقد إزميل (برغي) في جسم الطائرة لأثّر على طيرانها. لذلك نرى أن عمال الصيانة وخبراء الطيران يتجمعون حول الطائرة بعد كل رحلة كخلية النحل يتفحصون أجزاءها ليقرروا بعدها هل أن الطائرة صالحة للطيران أم لا؟ لأن القضية متعلقة بأرواح الناس وحياتهم.
وإذا حذفنا من الإسلام أي جزء، وإذا تجاوزنا أية فريضة.. ليس شرط أن تكون الجهاد.. كالصلاة والصيام والخُمس وغيرها، عندها لن نتمكن من الطيران بهذا الدين إلى حيث النصر والحياة العزيزة التي وعد تعالى بها عباده.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
(أصل الإسلام الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروة سنامه الجهاد).
وكأن الإمام (عليه السلام) يريد أن يؤكد أن الإسلام متكامل فهو ليس الصلاة فقط ـ وإن كانت أصله ـ فهناك الزكاة.. وهناك الجهاد في الذروة.
والذروة تعني القمة و(فوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل الله). إنها أعلى مراحل الجهاد.
حتى قضية الإيمان ليست جزءاً واحداً بل هي عدة أجزاء ينبغي أن نعمل بها جميعاً حتى نصل إلى حقيقة الإيمان.
يقول الإمام علي (عليه السلام) موضحاً هذه الحقيقة:
(الإيمان أربعة أركان.. الصبر واليقين والعدل والجهاد).
أجل.. الجهاد ضرورة حضارية منها، ولو تركت ذلك أي أمة فإنها ستبوء بالذل والعبودية.
فإذا كان الدفاع عن الذهب والمجوهرات ضد السارقين دفاعاً مشروعاً ونافعاً، فإن الدفاع عن الدين ومقدسات الأمة أعظم مشروعية وأنبل فائدة، فهو يحفظ للأمة كرامتها وعزتها وشرفها.
وفي الحقيقة أن من السذاجة بمكان التغافل عن فائدة الجهاد وضرورته.
وإلا فحياتنا ـ تكون حينئذٍ ـ كحياة البهائم والأرانب العزلاء التي تقدم يومياً ضحايا للبشر دون أن تدافع عن نفسها ولو بشوكة.
إننا بحاجة إلى الجهاد دائماً من أجل أن لا يكون ضلال، ومن أجل أن تكون الأمة الإسلامية في سعادة، ومن أجل أن يعم الدين الكرة الأرضية بأكملها حتى يكون الدين كله لله.
يقول الله عز وجل:
(قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).
إن الدين نعمة إلهية عظيمة أغدقها الله (تعالى) علينا لنستفيد منها وننتفع بها، حيث يقول تعالى في الحديث القدسي:
(يا بني آدم لم أخلقكم لأربح عليكم، ولكن لتربحوا عليّ).
إن الجهاد هو طريقنا للاستفادة من هذه النعمة الإلهية العظيمة.. نعمة الإسلام وأحكامه التي تحقق لنا السعادة والربح في كل مجال.. في الدنيا والآخرة.
ونحن بحاجة إلى الجهاد لأن ضريبة تركه كبيرة وعواقب الاستهانة به خطيرة.
يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم):
(فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلاً في نفسه وفقراً في معيشته، ومحقاً في دينه).
إذا تركنا الجهاد.. فلا تتوقع أن نجد طريقاً مفروشاً بالزهور والرياحين، وحياة الاطمئنان والسعادة، بل إننا سنجد الذلة، والفقر معاً.
ذلك لأن من يترك الجهاد يدعو عدوه للسيطرة عليه، وعلى مقدراته، وثرواته، واقتصاده، كما هو حاصل ـ فعلاً ـ في البلاد الإسلامية في وقتنا الراهن.
بينما كانت الأمة الإسلامية ـ أيام الفتوحات الإسلامية الأولى وحيث الجهاد والعلم ـ كانت أمة غنية، حتى صار المسلمون يكسرون الذهب بالفؤوس والمعاول، ولكنها حينما تركت الجهاد عادت إلى أحضان الفقر المدقع.
ثم إننا لو تركنا الجهاد، فلننتظر المحق في الدين.
أي فلننتظر ونتوقع أن يمنعونا من أداء فرائض الإسلام كالصلاة والصيام والخُمس والزكاة وغيرها.. تماماً كما فعلوها في الاتحاد السوفياتي وفي دول أوروبا الشرقية، حيث محق الإسلام.
وإن الظلم الذي يمارسه المستكبرون، ويفرضونه على المستضعفين هو أحد الأسباب التي تجعل الجهاد ضرورة ومسؤولية على عواتق الجميع.
يقول الله عز وجل:
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا لله).
ويقول عز وجل:
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
عندما يبعد الناس من بلادهم، وينفوا من مسقط رؤوسهم إلى أماكن أخرى حيث الغربة والمشاكل والآلام، عندها يصبح الجهاد ضرورة.
يقول الإمام الباقر (عليه السلام):
(... الجهاد الذي فضله الله على الأعمال، وفضل عامله على العمال تفضيلاً في الدرجات والمغفرة لأنه ظهر به الدين، وبه يدفع عن الدين، وبه اشترى الله المؤمنين بأنفسهم وأموالهم بالجنة بيعاً مفلحاً منجحاً اشترط عليهم فيه حفظ الحدود).
إن حماية الدين وحفظه من أن تعطل أحكامه يدعونا إلى الجهاد، وسواء حفظ حدوده الشرعية أو الحدود الجغرافية.. فالحفاظ على منهج الإسلام أو حدود الأمة الإسلامية وحماية استقلالها وسيادتها.
ولابد من الجهاد لتصحيح مسيرة البشر كلما زاغ أو انحرف وكلما عبد الناس بعضهم بعضاً وأطاعوا بعضهم بعضاً وتركوا طاعة الله تعالى وعبادته.
إن الجهاد بذلك ضرورة لأنه يصحح تفكيرهم، ويقوّم مسيرهم ليتحولوا من طاعة وعبادة بشر مثلهم كالحكام الطغاة إلى عبادة الله الملك القهار.
يقول الإمام الباقر (عليه السلام):
(وأول حدود الجهاد الدعاء إلى طاعة الله من طاعة العباد، وإلى عبادة الله من عبادة العباد، وإلى ولاية الله من ولاية العباد).
إن العبادة ـ هنا ـ ليست بالسجود والركوع إنما هي بالإتباع لمنهج أولئك البشر وطريقهم دون طريق الله تعالى.
ومعنى ذلك أنه قد لا يركع ويصلي من يعبد الطاغوت، إنما كل من يسير على منهج الحكم الطاغوتي إنما يكون قد عبده.
ونجاهد.. لأن هذا هو الطريق لصلاح ديننا ودنيانا على السواء. فليس يصلح الدين ـ بالجهاد ـ فقط، وإنما حتى تصلح دنيانا، ونعيش التقدم والانتصار في كل مكان.
يقول الإمام علي (عليه السلام):
(إن الله فرض الجهاد وعظمه وجعله نصره وناصره والله ما صلح الدنيا ولا دين إلا به).
وهكذا هي فوائد الجهاد، وأهدافنا المرجوة تحقيقها من خلاله.
وأما ما هي منطلقاتنا، فهي حسب ما يقوله الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك فيؤمن المظلومين من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك).
وإذا لم نجاهد..، فلا ننتظر سوى أن يعطلوا حتى الصلاة وهي أبرز معالم الدين الإسلامي.
إن المنكر الذي يحكم في بلاد المسلمين، ويأمر به الطغاة ويعاقبون على تركه إن كل المنكرات التي تتزايد يوماً بعد آخر في بلادنا، وبإشراف الحكام الظلمة، وأن كل الاعتداءات المستمرة على أمن الناس وأعراضهم وحقوقهم.. إن كل ذلك يشكل منطلقاً لجهاد المجاهدين.
يقول الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
(أيها المؤمنون إنه من رأى عدواناً يعمل به ومنكراً يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق، ونوّر في قلبه اليقين).
ومنطلق آخر توضحه الآية الكريمة التي تقول:
(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك ولياً وأجعل لنا من لدنك نصيراً).
الفصل الاول : ضرورة الجهاد ومنطلقاته
الفصل الثاني : مــوانــع الـجـهــاد

الفصل الثالث : الأمــة الـمـجـاهــدة
الفصل الرابع : الإعـداد والـتـأهـب للـجــهــاد

الفصل الخامس : فـضــل المجـاهـديــن
الفصل السادس : صفات المجاهدين واخلاقهم

الفصل السابع : واجبنا تجاه المجاهدين
صـفـحــة المـــؤلــفــات
للاعلى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عكرمه المقدسي




المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 25/07/2012

الجهاد والأعداد الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: موانع الجهاد الفصل الثاني   الجهاد والأعداد الفصل الأول Icon_minitime1الأربعاء يوليو 25, 2012 6:10 pm


الفصل الثاني مــوانــع الـجـهــاد
• صور متقابلة:
جمع الإمام الحسين (عليه السلام) أصحابه قرب المساء ـ قبل مقتله بليلة ـ فقال:
أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين.
أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعاً.
وقد أخبرني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأني سأساق إلى العراق فأنزل أرضاً يقال لها عمورا وكربلا وفيها استشهد وقد قرب الموعد.
ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً! وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم إنما يطلبونني ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري.
فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك، لا أرانا الله ذلك أبداً، بدأهم بهذا القول العباس بن علي وتابعه الهاشميون.
والتفت الحسين إلى بني عقيل وقال: حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم.
فقالوا: إذاً ما يقول الناس وما نقول لهم؟ إذا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا نقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك.
وقال مسلم بن عوسجة: أنحن نخلي عنك وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقك، أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك.
وقال سعيد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله إنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، أما والله لو علمت إني أُقتل ثم أحيا ثم أُحرق حياً ثم أُذري، يفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً.
وقال زهير بن القين: والله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أُقتل كذا ألف مرة وإن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه بعضاً فجزاهم الحسين خيراً.
وفي هذا الحال قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أُسر ابنك بثغر الري، فقال: ما أُحب أن يؤسر وأنا أبقى بعده حياً. فقال له الحسين: أنت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ولدك.
قال: لا والله لا أفعل ذلك، أكلتني السباع حياً إن فارقتك!
فقال عليه السلام: إذاً أعط ابنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه وكان قيمتها ألف دينار.
ثم قال الإمام (عليه السلام):
إني غداً أقتل وكلكم تقتلون معي ولا يبقى منكم أحد حتى القاسم وعبد الله الرضيع إلا ولدي علياً زين العابدين لأن الله لم يقطع نسلي منه وهو أبو أئمة ثمانية.
فقالوا بأجمعهم: الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرّفنا بالقتل معك أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله فدعا لهم بالخير.
وفي ليلة عاشوراء والتي كانت أشد ليلة مرت على أهل بيت الرسالة، حفت بالمكاره والمحن وأعقبت الشر وآذنت بالخطر وقد قطعت عنهم الحالة القاسية من بني أمية وأتباعهم كل الوسائل الحيوية وهناك ولولة النساء وصراخ الأطفال من العطش المبرح والهم المدلهم.
هازل برير عبد الرحمن الأنصاري فقال له عبد الرحمن: ما هذه ساعة باطل؟
فقال برير لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً ولكني مستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم ولوددت أنهم مالوا علينا الساعة.
وخرج حبيب بن مظاهر يضحك فقال له يزيد بن الحصين الهمذاني: ما هذه ساعة ضحك‍! قال حبيب: وأي موضع أحق بالسرور من هذا؟ ما هو إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور.
وخرج عليه السلام في جوف الليل إلى خارج الخيام يتفقد التلاع والعقبات فتبعه نافع بن هلال الجملي فسأله الحسين عما أخرجه قال:
يا ابن رسول الله أفزعني خروجك إلى جهة معسكر هذا الطاغي، فقال الحسين:
إني خرجت أتفقد التلاع والروابي مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون ثم رجع عليه السلام وهو قابض على يد نافع ويقول: هي هي والله وعد لا خلف فيه.
ثم قال له: ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك؟
فوقع نافع على قدميه يقبلهما ويقول: ثكلتني أمي، إن سيفي بألف وفرسي مثله فوالله الذي منّ بك علي لا فارقتك حتى يكلاّ عن فري وجري.
ثم دخل الحسين خيمة زينب وقف نافع بازاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له: هل استعلمت من أصحابك نياتهم فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة.
فقال لها: والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب أمه.
قال نافع: فلما سمعت هذا منه بكيت وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ومن أخته زينب.
قال حبيب: والله لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة، قلت: إني خلفته عند أخته وأظن النساء أفقن وشاركنها في الحسرة فهل لك أن تجمع أصحابك وتواجهوهن بكلام يطيب قلوبهن، فقام حبيب ونادى: يا أصحاب الحمية وليوث الكريهة فتطالعوا من مضاربهم كالأسود الضارية فقال لبني هاشم: ارجعوا إلى مقركم لا سهرت عيونكم.
ثم التفت إلى أصحابه وحكى لهم ما شاهده وسمعه نافع، فقالوا بأجمعهم: والله الذي منّ علينا بهذا الموقف لولا انتظار أمره لعاجلناهم بسيوفنا الساعة! فطب نفساً وقر عيناً فجزّاهم خيراً.
وقال: هلموا معي لنواجه النسوة ونطيّب خاطرهن. فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح: يا معشر حرائر رسول الله، هذه صوارم فتيانكم آلو ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه أسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم (1).
حيثما بلغ الإمام الحسن (عليه السلام) أن معاوية قد سار قاصداً إلى العراق لمحاربته، وأنه قد بلغ جسر منبج، تحرك لذلك وبعث حجر بن عدي بأمر العمال والناس بالتهيؤ للمسير.
ونادى المنادي: الصلاة جامعة، فأقبل الناس يتوثبون ويجتمعون، فقال الحسن (عليه السلام): إذا رضيت جماعة الناس فأعلمني.
وجاء سعيد بن قيس الهمذاني فقال: أخرج.
فخرج الحسن (عليه السلام)، فصعد المنبر بحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد، فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين: اصبروا إن الله مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون إلا بالصبر على ما تكرهون، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحرك لذلك فأخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة.
فسكتوا فما تكلم منهم أحد ولا أجابه بحرف، فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال:
أنا ابن حاتم سبحان الله ما أقبح هذا المقام، ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم، أين خطباء مضر، الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة فإذا جد الجد فروّاغون كالثعالب، أما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها، ثم استقبل الحسن بوجهه فقال:
أصاب الله بك المراشد، وجنبك المكاره، ووفقك لما تحمد ورده وصدره قد سمعنا مقالتك وانتهينا إلى أمرك وسمعنا لك وأطعناك فيما قلت وما رأيت وهذا وجهي إلى معسكري فمن أحب أن يوافيني فليواف. ثم مضى لوجهه فخرج من المسجد ودابته بالباب فركبها ومضى إلى النخيلة وأمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه، وكان عدي بن حاتم أول الناس عسكراً.
وقام قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ومعقل بن قيس الرياحي وزياد بن صعصعة التيمي فأنّبوا الناس ولاموهم وحرّضوهم وكلّموا الحسن بمثل كلام عدي بن حاتم في الإجابة والقبول، فقال لهم الحسن (عليه السلام): صدقتم رحمكم الله ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة فجزاكم الله خيراً (2) .
وبين هذه الصور المتقابلة، ترتسم عدة أسئلة متقابلة.
ما الذي جعل أنصار الإمام الحسين، يستأنسون بالمنية استيناس الطفل إلى محالب أمه؟ وكل واحد فيهم أشوس أقعس ـ كما يقول الإمام (عليه السلام)؟
وما الذي جعل الناس في الصور الثانية، يتراجعون ويتخاذلون عن الجهاد؟
وبوجه عام.
لماذا يتفاوت الناس من حيث الاستجابة للجهاد؟
فنجد البعض يزج بنفسه في لهواته ويعتنق البطولة اعتناق الحبيب حبيبه، وتجد البعض الآخر يفر من الزحف، ويدس رأسه في التراب حينما يسمع داعية الجهاد؟
ودقته في الاستفسار نقول:
ما هي موانع الجهاد؟
وما هي دوافع الجهاد؟
وكيف يعالج الإسلام الموانع، وكيف يخلق في ذات الإنسان المؤمن الدوافع؟
قبل الإجابة أبين هذه الملاحظة، وهي الطريقة التي سنحاول به استنطاق الرؤية الإسلامية في الإجابة على هذه الاستفسارات، وهي:
إن الإسلام حينما يعالج مانعاً من موانع الجهاد، فإنه في ذات الوقت، وبنفس الفكرة والرؤية يخلق دافعاً، في ضمير الإنسان المؤمن.
كما أن الإسلام، وقبل أن يعالج موانع الجهاد، يصوغ شخصية الإنسان المسلم، بصورة تجعله متهيئاً في أية لحظة من لحظات حياته لغرض الجهاد والدفاع عن مقدساته والمستضعفين.
***
لا نريد من بحثنا هذا، مجرد مناقشة نظرية تحلل مواقف متباينة حدثت في التاريخ الإسلامي القديم، بل هدفنا منه استنباط رؤية إسلامية، تعين القائمين على الأمة الإسلامية، والحركة الإسلامية في علاج مشكلة التخلف عن الجهاد، والحالة التراجعية التي تكاد تكتسح نسبة معينة من المسلمين اليوم مع أن كل شبر من أمتنا يستصرخ أبناءها بالتغيير، وقد يستصرخهم بالكفاح المسلح.
والمسلمون اليوم ينقسمون عدة أقسام من حيث استجابتهم للجهاد:
1- الذين لا تتجاوز استجابتهم، القراءة النظرية لآيات وروايات الجهاد، وكأن القرآن والسنة نزلت على أمة غيرهم.
2- الذين لا يخرج الجهاد من حيّز الأمنية ـ المستحيلة ـ في خلدهم ولا يرون أن الأمة الإسلامية اليوم يمكن لها أن تجاهد.
3- المبررون، الذين يرون أن الجهاد واجب، ويمكن أن تتحمله الأمة الآن، ولكنه فرض على غيرهم، لا عليهم.
هؤلاء هم الذين جعلوا لكل حق باطلاً، ولكل مستقيم مائلاً، كما يقول الإمام علي (عليه السلام).
4- الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
(فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً).
الذين لا زالوا يلبّون نداء الحسين: (هل من ناصر ينصرنا). تراهم في كل بقعة تسفح دماً، وعلى كل أرض نجستها أقدام أعداء الإسلام، جاءوا ليطهروها بدمائهم. وكما يقول الشاعر:
لا تطهر الأرض من رجس العدى أبداً***ما لم يسل فوقها سيل الدم العرم
***
إذن، دعونا نعرف..
ما هي عوائق الجهاد وموانعه؟
ومن ثم لماذا يتفاوت الناس في استجابتهم للجهاد، فيرتقي البعض منزلة أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) ويتساقط آخرون إلى درك القاعدين المتخلفين عن الجهاد، في قعر التخلف في الدنيا ولعلّه قعر جهنم في الآخرة؟!
ومع أن الموانع كثيرة، إلا أنني سأحاول، تلخيصها في أربعة:
المانع الاول الــركـون للــدنـيـا
ولنعرف قبل التفصيل: ما هي الدنيا؟
يقول تعالى في كتابه المجيد:
(إنما الحياة الدنيا لعب ولهو، وزينة، وتفاخر بينكم، وتكاثر في الأموال والأولاد).
ويقول الإمام الباقر (عليه السلام)، عن الدنيا:
(هل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب، ولا أحد يعبأ بها، أو كثوب لبسته، أو كجارية وطئتها) (3)
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام):
(الدنيا مثلها مثل اللذات في الحلم) (4).
وإذا كانت كذلك ـ وهو أكيد ـ فهل يأسى أحد على رؤية شاهدها في النوم ثم استيقظ فلم ير منها شيئاً؟.
ونُقل عن الإمام الباقر (عليه السلام)، أنه رأى جابر بن عبد الله وقد يتنفس الصعداء.
فقال (عليه السلام): يا جابر على ما تنفسك.. أعلى الدنيا؟
فقال جابر: نعم.
فقال له الإمام: (يا جابر ملاذ الدنيا سبعة: المأكول والمشروب، والملبوس، والمنكوح، والمركوب، والمشموم، والمسموع.
فألذ المأكولات العسل وهو بصق ذبابة.
وأحلى المشروبات الماء وكفى بإباحته وسباحته على وجه الأرض.
وأعلى الملبوسات الديباج وهو من لعاب دود.
وأعلى المنكوحات النساء، وهو مبال في مبال، وإنما يراد أحسن ما في المرأة أقبح ما فيها.
وأعلى المركوبات الخيل وهو قواتل.
وأجل المشمومات المسك وهو دم من سرّة دابة.
وأجل المسموعات الغناء والترنم وهم إثم.
فما هذه صفته لم يتنفس عليه عاقل).
قال جابر بن عبد الله: فوالله ما خطرت الدنيا بعدها على قلبي (5).
إن الدنيا التي يتقاتل الناس عليها، وينسون خالقهم بسببها، لا تتجاوز سبعة أشياء، أكل، وشرب، ولباس، ونكاح، وركوب، وشم، وسماع.
والذين يعرفون حقيقة هذه الدنيا، يترفعون عن كل ذلك، فتراهم يسمون مه خالقهم، ويتعالون مع مبادئهم (6).
ولقد ضرب الإمام الصادق (عليه السلام)، مثلاً لواقع الدنيا، إذ يقول:
(إن رجلاً تعقبه ذئب، فهرب منه حتى وصل إلى بئر فتدلى فيه، ووضع أرجله على منحنيات جداره، ولما أراد ينزل إلى قعر البئر، وجد هنالك العقارب في أرضه، ثم جاء الذئب ووق أعلى البئر، وبدا يهيل حفنات التراب على رأسه، وظل هذا الرجل متعلقاً، لا يدري كيف ينقذ نفسه، فنظر إلى جدران البئر، فوجد بعض الخضار والنباتات الصغيرة، فانشغل بها عن الذئب وعن الثعابين والعقارب).
ثم قال الإمام:
(الذئب هو الموت الذي يتبعنا يبحث عنا، وهذا التراب الذي يهيله على رأس الإنسان، أيام تنقرض من عمره، وأما الثعابين والعقارب فهي في القبر، وهذه النباتات الصغيرة في جدار البئر إنما هي الدنيا) (7).
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً:
(وما عسى أن تكون الدنيا؟!
هل هي إلا طعام أكلته، أو ثوب لبسته، أو دار سكنته، فأنزل الدنيا كمنزل نزلته، ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك، واستيقظت عنده، فليس معك منه شيء) (Cool.
إذن...
هذه هي الدنيا.
ولقد عالج الإسلام مشكلة الركون إلى الدنيا، وكونها مانعاً عن الجهاد، بعدة أبعاد، وعبر محورين:

الأول: علاج الركون إلى الدنيا في إطارها العام
ألف: كشف عن حقيقتها.
فقال تعالى: (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو، وزينة وتفاخر بينكم، وتكاثر في الأموال والأولاد).
وقال الله تعالى أيضاً، عن لسان أحد رسله:
(يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وأن الآخرة هي دار القرار).
فالدنيا ليست هدفاً، إنما هي وسيلة.
وهل يجوز للإنسان أن يتعلق بالوسيلة، فينسى الهدف الذي من أجله ركبها؟!
كلا… إذن فلابد من التعامل مع الدنيا بهذه الصفة لا أكثر.
روي عن جبرئيل (عليه السلام) أنه سأل نوحاً (عليه السلام):
(يا أطول الأنبياء عمراً، كيف وجدت الدنيا؟
قال: كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر).
ويقول السيد المسيح (عليه السلام):
(من ذا الذي يبني على موج البحر داراً؟!
تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً).
ويقول الإمام علي (عليه السلام):
(أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم).
وكثيرة هي الأخبار التي تكشف حقيقة الحياة الدنيا.
باء: أشار إلى برنامج رائع للتعامل مع الدنيا.
وهو الزهد فيها، والذين يزهدون في الدنيا، لا يتخلفون أبداً عن الجهاد.
يقول الإمام علي (عليه السلام):
(من زهد في الدنيا أعتق نفسه، وأرضى ربه).
وحقيقة الزهد يوضحها القرآن الكريم بقوله تعالى:
(لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم).
أي أن لا تتأثر ولا تعير اهتماماً لأعراض الدنيا الفانية، سواء ما خسرت منها أو ما ستحصل عليه.
وهو يعني التعامل مع الدنيا من موقع القوة، فلا شيء غير المبادئ والقيم تستطيع أن تشد الزاهد لليمين أو لليسار. بل يبقى مستقيماً منفذاً لما يأمره به دينه ورسالته.
وإن من يعيش زاهداً في الحياة، يعيش حراً، لا يشده شيء إلى الأرض، وطنه دينه، وراحلته رجلاه، وحبيبه الله، وهو موجود في المكان، ومعبود في كل زمان (9)
جيم: حذر من مغبة الانسياق وراء الدنيا.
فقال: (الدنيا رأس كل خطيئة).
وقال على لسان الإمام علي (عليه السلام):
(احذروا الدنيا فإنها دار قلعة وليست بدار نجعة).
ويقول: (احذروا الدنيا فإنها ليست بدار غبطة، قد تزينت بغرورها، وغرت بزينتها، لمن كان ينظر إليها).
ويقول: (احذروا الدنيا فإن في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وأولها عناء وآخرها فناء).
دال: قارن مقارنة جميلة بين الدنيا والآخرة.
فجعل الدنيا مزرعة الآخرة، فمن زرع خيراً، حصد جنة، ومن زرع شراً حصد ناراً، هكذا ولا منطقة وسطى بينهما. وشرح بشكل مفصّل ما هي الجنة؟ وما هي النار؟!
يقول تعالى: (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل).
ويقول تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة)، (النساء/124).
ويقول أيضاً: (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لن يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات...). (محمد/15).
هكذا إذن هي الجنة.
أما النار فيقول عنها:
(إنه من يأتي ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى). (طه/74).
ويقول:
(ناراً وقودها الناس والحجارة).
ويقول:
(حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين). (السجدة/13).
(يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد). (ق/30).
ووصوف الجنة والنار كثيرة، ليس البحث معقوداً لبيانها.

الثاني: علاج الركون إلى الدنيا في حالة اتصال بعملية الجهاد.
وكان العلاج عبر آيات وروايات مفصلة، نأتي على بعضها لاستخلاص رؤية حضارية منها.
ألف يقول الحق في كتابه العزيز:
(إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم، وأموال اقترفتموها، وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين).
إن الإسلام هنا ليس في صدد نسف أدوات الدنيا، إنما هو يبرمج أولويات المسلم في الحياة، فهو يدعو لتقوية آصرة القرابة، ويحث على الكسب الحلال والمتاجرة، ويبيح تشييد المساكن.. إلا أنه يدعو لكل ذلك، في حدود التقيد بالأولويات.
فأولويات المسلم يحددها أمر الله عز وجل، وأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم الجهاد في سبيل الله ـ وبعدها يصبح الإنسان في حل من دنياه، في حدودها المشروعة.. أما من يتجاوز هذه الأولويات فليتربص أمر الله، وهو حينئذ من الفاسقين.
إن الله سبحانه وتعالى ـ في هذه الآيات ـ تعرض لكل أنواع العلائق، ثم حدد الأهم على المهم فيها.
ونلاحظ في آيات أخر، كيف إن الإسلام يحث على تقوية الروابط العائلية.
يقول تعالى:
(وبالوالدين إحساناً)... (ولا تقل لهما أف، ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً معروفاً).
ولكنه يقول أيضاً، لتحديد الأولويات في الرابطة:
(وإن جاهداك لتشرك بي فلا تطعهما).
فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وإن كان هذا المخلوق، هو أحد الوالدين، أو كلاهما. والذي لا يجوز للمسلم أن يتأفف أمامهما.
باء يقول تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، فما متاع الحياة الدنيا من الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير). (التوبة/39).
المتدبر في كلمة اثاقلتم، يلاحظ كم هو رائع هذا التعبير، إذ شد الروابط الدنيوية تجعل الإنسان ثقيلاً على الأرض، صعب التحرك.
وهنا يبين القرآن أن المتاع الدنيوي الذي ينخدع بع الإنسان، قليل إذا ما قيس بمتاع الآخرة، فهنا لذة تنفذ، وهناك لذة لا تنفذ، وكم هو فرق بين اللذتين. ثم يهدد ـ الذين آمنوا المتثاقلين ـ إن لم ينفروا بخطرين:
الأول: العذاب الأليم.. وأي عذاب أليم حينما يتوعد بع العظيم.
الثاني: استبدالهم بقوم آخرين، لا يتثاقلون مثلهم.
جيم يقول تعالى:
(انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لأتبعوك، ولكن بعدت عليهم الشقة، وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم، يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون، عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين).
لقد عالج القرآن في هذه المقطوعة من الآيات عدة مسائل تتصل بالجهاد والدنيا:
1- دعا للجهاد الفردي، والجهاد الجماعي.
2- دعا للجهاد بالأموال، والجهاد بالأنفس.
والتقديم والتأخير في الجهاد الفردي على الجماعي، والجهاد بالأموال على الجهاد بالأنفس يكشف عن حقيقة تربوية يقررها الإسلام، وهي أن الجهاد الجماعي يبدأ من الفرد، والجهاد بالأنفس يبدأ من الجهاد بالمال.
3- دعا إلى العلم بالموضوع لكي تتضح أمامهم الرؤية.
4- كشف عن النفسيات الاسترخائية لدى بعض المسلمين.
5- إن الذين سيحلفون لتبرير تخلفهم كاذبون.
ومن الركون إلى الدنيا، الخوف على المستقبل من قبل البعض، إن التحقوا بصفوف المجاهدين.
وهذا المبرر أصبح ذريعة في عصرنا للكثيرين، للتخلف عن الجهاد وحمل راية التغيير في المجتمع فلعلك تسأل أحد المسلمين عن سبب عدم تحركه للتغيير، بيده أو بلسانه أو بقلبه وهو أضعف الإيمان، فيجيبك أنه يخشى على مستقبله.
يقول: أريد أن أصبح طبيباً في المستقبل، وأريد أن أصبح مهندساً، والجهاد قد يكون عقبة في طريقي، فقدمت الطب على الجهاد.
وهذه التبريرات كلها تعني الركون للدنيا. وتقديمها على الله ورسوله وجهاد في سبيله هي ذاتها الشهوات التي تزين للإنسان.
يقول تعالى:
(زيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن أَلمآب).
فالذي يدّعي خوفه على مستقبله، إنما هو خائف في الحقيقة على متاع الحياة الدنيا وطالما كان ذلك المستقبل في الدنيا، وجب التعامل معه كـأي متاع فيها، وإنما المستقبل الحقيقي في الآخرة.
يقول تعالى بعد هذه الآية مباشرة:
(قل أَؤُنِبِئكم بخير من ذلكم، للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله، والله بصير بالعباد).
إذن، ليعمل كل واحد للمستقبل الآخروي، ويتعامل مع مستقبله في الدنيا كما مع الدنيا كوسيلة وليست هدفاً.

المانع الثاني الخـوف مـن الـمــوت
كل خوف في الحياة ينتهي إلى الخوف من الموت.
فالإنسان يخشى الاعتقال، لأنه قد يؤدي به إلى الموت.
ويخاف التهجير، لأنه قد يؤدي به إلى الجوع، ومن ثم إلى الموت.
ويحصن نفسه ضد المرض، لأن المرض قد يقربه إلى الموت.
وهكذا فإن كل خوف لدى الإنسان ينتهي إلى الخوف من الموت.
كما عالج الإسلام مسألة الركون إلى الدنيا عبر محورين أساسيين، كذلك يعالج مسألة الموت.
وهذان المحوران هما:
الأول: أعطى الرؤية الواقعية للموت
يقول تعالى في القرآن الكريم:
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً).
فلا السجن، ولا التعذيب، ولا الحرق، ولا التهجير، ولا خوض الجهاد يمكن لها أن تحدد توقيت الموت بالنسبة للإنسان. إنما هو بيد الله.
ويقول جل اسمه:
(أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة).
فلا الدور، ولا القصور، ولا الحرس ولا الوقاية الصحية القصوى، يمكن لها أن توصد الأبواب أمام ملك الموت حينما يأتي لانتزاع الروح.
ويقول أيضاً:
(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
ومن هنا أيضاً نلاحظ أن الكثير من الأحاديث والروايات، تركز على ضرورة أن يكون الموت حقيقة واضحة أمام الإنسان في كل آن.
يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
(موتوا قبل أن تموتوا).
ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم):
(أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت).
ويقول أيضاً (صلى الله عليه وآله وسلم):
(أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكر ذكر الموت، فمن أثقل ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة).
الثاني: عالج مشكلة الموت في حالة اتصاله بالجهاد
1- أوضح أن الموت لا علاقة له بالجهاد، فالآيات التي ذكرت في المحور الأول كلها تؤكد أن الموت بيد الله، ولا علاقة للسجن والحرب وغيرها به، تماماً كما أن درأ الموت بأية وسيلة وطريقة لا يجدي.
فلو كنتم في بروج مشيدة يدرككم الموت.
وخير دليل على أن الحرب والجهاد، لا علاقة لهما بالموت، حياة الإمام علي (عليه السلام)، التي قضى جلّها بين الأسنة والرماح والسيوف.. وفي نهاية عمره الشريف، قتل في محراب صلاته، لا صلاة حربه.
2- أنه جعل درجة رفيعة، وتقديراً عالياً لمن يقتل في ساحة الجهاد. إذ اعتبره شهيداً.
(وفوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل الله فليس فوقه بر).
وقال عنه إنه حي خالد يرزق:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).
وكثير من التكريم الذي يناله الشهيد لم يكن يحصل عليه لولا موته في المعركة.
وإذا كان الموت نهاية الحياة، فهل هنالك أفضل من نهاية بشهادة؟…
المانع الثالث عــدم وضـوح الـرؤيـة
إن طبيعة الجهاد طبيعة متعبة، بغيضة لدى النفوس، فلا أحد يحب سماع أصوات المتفجرات، ورؤية أدخنة الانفجارات، ومعاينة سيول الدماء، وأشلاء الجرحى والقتلى.
من هنا فإن القتال كره كما يعبر عنه القرآن الكريم:
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم).
ولكن.. ليس كل كره يجوز تركه، بل قد يجب فعله.
فشرب الدواء كره، إلا أنه ضرورة للإنسان. وبتر العضو الفاسد المفسد في الجسم كره أيضاً، لكن بقاءه يعني استيعاب الجسم كله بالمرض الخبيث.. وهكذا.
يقول تعالى:
(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فليس الحب والبغض مقياساً لكشف النتيجة المستقبلية، بل قد يكون العكس في الكثير من الأحايين هو الصحيح.
ومن الآية الكريمة هذه نستشف رؤية وهي:
ضرورة أن يعمل الإنسان فكره في عاقبة العمل الذي يقوم به، والفكرة التي يتبناها أهي خير أم شر، ولا ينساق أبداً وراء حب الفكرة أو بغضها.
(فالحب يعمي ويصم) كما قيل.
ولأن طبيعة الإنسان جبلت على الجهل والركون إلى الفكرة المحببة، جاء الإسلام ليبدد الضبابية عن رؤيته، ويوضح له النتائج.
يقول تعالى:
(ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلّفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون). (120/121 التوبة).
كل ذلك لكيلا يمنعهم كره القتال عن الانطلاق. والجهاد في سبيل الله.
ثم إن الإسلام يؤكد أن الجهاد فرصة لنيل إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة وكلاهما خير.
يقول تعالى:
(إن تصبك حسنة تسؤهم، وإن تصبك مصيبة يقولون قد أخذنا أمرنا من قبل، ويتولوا وهم فرحون، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون). (49/52التوبة).
فالجهاد ليس مدعاة للاشمئزاز لدى المؤمنين، إنما هو فرصة للتوثب، أما للنصر وأما للشهادة.
هذا أسلوب يفك به الإسلام ضبابية الرؤية حول الجهاد، وهنالك أسلوب آخر، وهو التحذير من التخلف عن الجهاد.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلاً في نفسه، وفقراً في معيشته، ومحقاً في دينه، إن الله سبحانه وتعالى أعز أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها).
فهذه ثلاث مردودات لترك الجهاد:
1- مردود نفسي.. وهو الذل.. وطبيعة الذليل استسلامي، ضعيف الشخصية، وحينما تصبح أمة كذلك تمكن الأمم القوية من أكلها، كما يأكل الأسد فريسته.
2- مردود اقتصادي.. وهو الفقر والحاجة، فتعيش الأمة على موائد الآخرين، الذين ينهبون ثروتها، ثم يرجعونها عليها بالتقطير، وبضمانة الخضوع لهم.
3- مردود ديني.. وهو محق الدين، ولهذه الكلمة بعدان:
الأول: إن تارك الجهاد تارك واجب إسلامي، هذا الإنسان تبنى شخصيته على أساس عدم الامتعاض لترك الواجبات، فيتنازل شيئاً فشيئاً.. حتى يترك الصلاة والصيام.
الثاني: أن العدو الذي فرض على المسلمين ترك الجهاد، وتقبلتها نفوسهم، يبدأ في ممارسة ضغطه لترك بقية شعائر الدين.. وهكذا يترك المسلمون كل الدين أو يتنازلون عن مضامينه.. وهكذا يمحق الدين.
وكلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيح مائة في المائة، والوضع المتردي للأمة الإسلامية الآن يؤكد ذلك، لقد كشف هذا الواقع برؤيته البعيدة (صلى الله عليه وآله وسلم)، للمسلمين الأوائل إذ قال:
(كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم، كتداعي الأكلة على القصعة).
قالوا: أفي قلة نحن يا رسول الله؟
قال: (لا. بل في كثرة.. ولكن غثاء كغثاء السيل).
ويقول الإمام علي (عليه السلام):
(أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الواقية، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وديّث بالصغار ـ أي الحقارة ـ والقماءة وضرب على قلبه بالإسهاب وأديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف ومنع النصف).
وهكذا هو مصير التاركين للجهاد.
المانع الرابع الـــجـــبـــت
وهي العوامل النفسية السلبية التي تقعد بالإنسان عن الجهاد، وتمنعه من الانطلاق.
تماماً كما أن هنالك أناساً يفرضون على المرء أحياناً عدم التحرك، والرقي إلى مدارج الكمال وهؤلاء يمثلون الطاغوت، كذلك فإن العوامل النفسية الداخلية قد تشكل طاغوتاً داخلياً، يثقل الإنسان إلى الأرض، ويحول بينه وبين الجهاد.
وقد يتمثل الجبت في الخوف أو الجبن أو الكسل أو التردد.. أو ما شابه ذلك، فإنها كلها من العوامل التي تقعد بالإنسان عن الجهاد.
وأبرز ظاهرة لكشف الجبت الذي يعشعش في قلوب البعض، حالة التبرير التي يحاول المتخلفون عن الجهاد إبداءها حينما تُرفع راية الجهاد، وقد صور القرآن الكثير من المواقف التي يرينا فيها حالة الذين قعد بهم الجبت عن الجهاد.
يقول تعالى:
(لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون). (44/45 التوبة).
هنا يكشف القرآن حقيقة الذين جاؤوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستأذنونه في الجهاد، هؤلاء يكشف القرآن حقيقة داء التردد عندهم فيقول:
(وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون).
والمصابون بالجبت، يلاحقهم مرضهم حتى في خضم المعركة، ويحاولون الإفادة من كل موقف لكي يؤكدوا تشكيكهم وترددهم وهؤلاء أقرب حالة إلى المنافقين من المؤمنين ولنقرأ هذه الصورة الرائعة التي يصورها القرآن عن هؤلاء المرضى، في المعركة.
يقول تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود، فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً).
(إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً، وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً، وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا، ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً، ولو دُخِلَت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيراً، ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الإدبار وكان عهد الله مسؤولاً، قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل، وإذا لا تمتعون إلا قليلاً). (9/16الأحزاب).
ومن هنا فإن قدوم هؤلاء مع المسلمين إلى المعركة، لا يزيد المسلمين إلا خبالاً كما يعبر القرآن الكريم. إذ أنهم والمنافقين، يشيعون جو من التشكيك في نصرة الله وقيادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيكونون بمثابة الطابور الخامس في جيش المسلمين.
هؤلاء كشفتهم الآيات الكريمة، وعرّت تبريراتهم، وقالت إن يريدون إلا فراراً، فلا بيوتهم بعورة ولا أهليهم بحاجة إليهم، ولكنه الجبت الذي ران على قلوبهم.
إن الجهاد لا يرد العدو فحسب، بل ويكشف جواهر الرجال، ويظهرهم على حقيقتهم دون تملق أو رياء.
يقول تعالى:
(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين، ونبلوا أخباركم، إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئاً وسيحبط أعمالهم). (31/32 محمد).
إذ من السهولة بمكان على أي إنسان أن يدعى أنه مجاهد، لكن المعركة ساعة لكشف الحقيقة من الزيف.
بل وحتى قبل المعركة، يعرف أصحاب الأمراض النفسية على حقيقتهم.
يقول تعالى:
(ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة، فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت، فأولى لهم، طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم). (20/21محمد).
وبعض هؤلاء لا يستحون من القدوم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لطلب المغفرة، وقبول تبريرهم عن القعود.
يقول القرآن الكريم:
(سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً، بل كان الله بما تعملون خبيراً). (11/الفتح).
وهنا ينبري سؤال:
كيف يعالج الإسلام الجبت لكي لا يقعد بالإنسان عن الجهاد؟!
والجواب:
أولاً: يحيط الإسلام المسلم بمناخ تربوي سليم، فيعطي التربية أهمية قصوى، ويكفل للإنسان الحياة الكريمة التي تجعله جدياً متوازياً في شتى مراحل حياته.
يحيطه طفلاً، وشاباً، وكهلاً.
وفي الحقيقة فإن للإسلام نظاماً تربوياً دقيقاً، لصياغة الإنسان السليم، بشكل يكون فيه بعيداً عن العقد النفسية والأزمات الروحية.
وليس البحث هنا معقوداً لمناقشة النظام التربوي في الإسلام، ويمكن للقارئ مراجعة الكتب التي تناولت هذا الموضوع، ليشبع هذه الفكرة ولكي يعرف إلى أي مدى يحافظ الإسلام على الإنسان، لكي لا يتسرب إلى قلبه الجبت.
ثانياً: دعا المسلم للتوسل بالعوامل الإيجابية حين التهيؤ للجهاد.
يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
(أيها الناس أوصيكم بما أوصاني به الله في كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن محارمه ثم إنكم اليوم بمنزل أجر ودخر لمن ذكر الذي عليه ثم وطّن نفسه على الصبر واليقين والجد والنشاط فإن جهاد العدو شديد كريه قليل من يصبر عليه إلا من عزم له رشده إن الله مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد والتمسك بذلك ما وعدكم وعليكم بالذي أمركم به فإني حريص على رشدكم).
فالإسلام لا يغفل حقيقة الجهاد، لكنه يدعو للتوسل بالصبر واليقين والجد والنشاط، لكي يواجه المسلم هذا الموقف بكل عزيمة وصلابة.
ثالثاً: توعد الذين يتخلفون عن الجهاد بدفاع من جبهتهم.
يقول تعالى:
(قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، فإن تطيعوا يُؤتكم الله أجراً حسناً وأن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليماً). (16/الفتح).
الهوامش:
(1) نقلت هذه الصور عن كتاب مقتل الحسين ـ السيد عبد الرزاق الموسوي القرم.
(2) في رحاب أهل أئمة أهل البيت ـ السيد محسن الأمين.
(3) الإيمان ـ العلامة السيد الهادي المدرسي.
(4) الإيمان ـ العلامة السيد الهادي المدرسي.
(5) الإيمان ـ العلامة السيد الهادي المدرسي.
(6) الإيمان ـ العلامة السيد الهادي المدرسي.
(7) الإيمان ـ العلامة السيد الهادي المدرسي.
(Cool الإيمان ـ العلامة السيد الهادي المدرسي.
(9) العلامة السيد هادي المدرسي ـ شرح كلمة الزهد في نهج البلاغة.
الفصل الاول : ضرورة الجهاد ومنطلقاته
الفصل الثاني : مــوانــع الـجـهــاد

الفصل الثالث : الأمــة الـمـجـاهــدة
الفصل الرابع : الإعـداد والـتـأهـب للـجــهــاد

الفصل الخامس : فـضــل المجـاهـديــن
الفصل السادس : صفات المجاهدين واخلاقهم

الفصل السابع : واجبنا تجاه المجاهدين
صـفـحــة المـــؤلــفــات
للاعلى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عكرمه المقدسي




المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 25/07/2012

الجهاد والأعداد الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: الأمه المجاهده الفصل الثالث   الجهاد والأعداد الفصل الأول Icon_minitime1الأربعاء يوليو 25, 2012 6:14 pm


الفصل الثالث الأمــة الـمـجـاهــدة
بسم الله الرحمن الرحيم..
من محمد رسول الله عبده ورسوله إلى هرقل عظيم الروم..
سلام على من اتبع الهدى..
أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام..
أسلم تسلم!
***
بسم الله الرحمن الرحيم..
من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس..
سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلى الناس كافة (لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين)..
فأسلم تسلم!.
***
بسم الله الرحمن الرحيم..
من محمد عبد الله ورسوله إلى عظيم القبط!
ومن محمد رسول الله إلى عظيم الحبشة!
ومن محمد رسول الله إلى يهود خيبر!
ومن محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم مصر!
أسلم... تسلم!.
كان الفرسان وبكل عزّة وشموخ يدخلون على عظماء الملوك في الأرض، وهم يحملون رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم:
أسلم... تسلم!
وكانت الآية الكريمة التالية هي المنطلق لدعوة أكثرهم:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون). (آل عمران/64).
وهكذا.. تحول الحفاة الفقراء، والمستضعفون الذين كانوا يقتاتون القدّ والورق، إلى رسل الحضارة الإسلامية إلى العالم.
وأصبحت مكة.. تلك القرية المنسية في العالم إلى رائدة الحضارة، وعاصمة لحركة التحرر من كل أصقاع العالم.
وامتدت الثورة الإسلامية وحضارتها الفتية تطهر الأرض، وتفتح البلاد وتدك الحصون والقلاع، وتزلزل عروش الجبابرة، وما يسمّون اليوم بالقوى العظمى الحاكمة على النظام الدولي.
وامتدت دولة الإسلام ـ في ظرف يقل عن مائة عام ـ من سيبيريا شمالاً إلى المحيط الهندي جنوباً، ومن الصين شرقاً إلى قلب فرنسا غرباً.
وامتد الإسلام... وامتد!
وتحول المسلمون إلى قادة، وإلى قوة تهدد كيان الأنظمة الفاسدة.. بعد أن رفضوا حياة الذل والاستعباد، وأصبحوا الأمة المتماسكة، التي ارتشفت روح الإباء والعزة من الإسلام.
لقد كانت الأمة الإسلامية أمة عزيزة لا ترضى بالذل والهوان. حيث أنزل الله تعالى آياته فيها:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله).
ويقول (تعالى):
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
ويقول عز وجل:
(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
***
والآن دعنا نتساءل:
كيف نحن اليوم؟
هل لازلنا تلك الأمة الرائدة؟
هل نشعر بالعزة والكرامة؟
كيف هي بلادنا وأوضاعنا؟
هل نحن نحكمها ونتصرف في شؤونها؟
أمة عزيزة تقود الأمم؟
ومصداقاً لقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس).
في صدر الإسلام وبالتحديد في السابع للسنة الثانية للهجرة، خاض المسلمون معركة بدر الكبرى مع المشركين، وكان عدد المسلمين حينذاك ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وعدد المشركين تسعمائة وخمسين رجلاً، ولم يمتلك المسلمون حينها إلا فَرَسان وستة دروع ومع ذلك انتصر المسلمون على المشركين انتصاراً ساحقاً.
ولقد خاض المسلمون، الذين يُقارب عددهم ملياري مسلم، معركة مع الصهاينة الذين لا يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين إنسان في أرض فلسطين.
ومع ذلك تجرع المسلمون الهزيمة بعد الهزيمة.
ترى.. ما هي المعادلة التي أدت لانتصار المسلمين في الحالة الأولى.
وما هي المعادلة التي أدت لانهزامهم في الحالة الثانية؟.
والجواب:
حينما غابت فريضة الجهاد عنا كأمة، وأصبحنا الأمة الهاجعة، التي تخاف من ظل السلاح، وشكل الرماح، وطعم الحرب!
وحينما انسحبنا من ساحة الصراع الحضاري، وتركنا العدو ينهال علينا كما تنهال الأكلة على القصعة!
وحينما وضعنا سيوف الآباء والجدود، ودروعهم في متاحفنا، وجلسنا نتسلى بسرد قصصهم وبطولاتهم التي صنعوها في ملاحم الشرف والعزة والكرامة!
وحينما تحولت ثورة كربلاء، وكفاح الإمام الحسين (عليه السلام) وتضحيات أهل بيته وأصحابه، إلى مجرد مأساة للبكاء والعزاء وفقط. وكأنما لم يقل الإمام (عليه السلام): الحسين قتيل العَبرة والعِبرة.
وحينما أضحت آيات الجهاد وأحكامه عندنا موضع التبرير، والتملص، والتفسير الخاطئ. حينها تغيرت المعادلة، وأصبح المنتصرون منهزمين.
يقول الإمام علي (عليه السلام):
(أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة.. فمن تركه رغبة منه ألبسه الله ثوب الذل، وشمله البلاء، وديث بالصغار والقماءة (الذل) وضرب على قلبه بالإسهاب (ذهاب العقل وكثرة الكلام) وأديل الحق منه بتضيع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف(العدل)).
وبالطبع ـ وهذا رأي يشاطرني فيه كثير من المسلمين ـ لا أحد يستطيع القول بأن الأمة الإسلامية اليوم أمة عزيزة، منسلخة عن ثوب الذل، أو لم يشملها البلاء ولم تديث بالصغار والقماءة!
وهي الحقيقة المرة التي نصبح عليها كل يوم، حينما نسمع باعتراف الحكومات العربية بإسرائيل وتقديم التنازل لها.
وما هذه إلا صورة واحدة من صور الذل والهزيمة التي تعيشها الأمة الإسلامية بعد غياب فريضة الجهاد!
ولكي تعود العزة والكرامة لأمتنا، لابد أن تعود الفريضة الغائبة للأمة وأن تصبح أمة مجاهدة، كما كانت يوم استسلم لها الجبابرة، وخضع لها الملوك ودانت لها الأرضون.
لابد أن تعود الأمة كلها إلى الوضع الصحيح، حيث كان الرجل الطاعن بالسن، والشاب اليافع في عمر الزهور، والمرأة وكل يؤدي دوره في فريضة الجهاد.
لقد كانت الأمة مجاهدة، آخذة استعداداتها للحرب بصورة دائمة معدة لها عدتها، معبئة طاقاتها وإمكاناتها من أجلها، لأنها كانت تعمل بالدين كله، تطبق الأصول بتفاعل مع الفروع، الفروع لدعم الأصول.
إذ أن أصول الدين الخمسة كلها تصب في قناة الجهاد، وتدفع المسلمين لترجمتها إلى واقع جهادي ضمن تركيبة الأمة المجاهدة.
أصل (التوحيد) يعني الإيمان بالله الواحد ورفض كل الطغاة والأصنام التي تعبد من دون الله.
وكلمة: لا إله إلا الله، منطلق للعمل والجهاد، و(العدل) رمز لرفض الظلم ومقاومة الظالمين، داخل الأمة أم خارجها.
و(النبوة) و(الإمامة) تعني الخضوع للقيادة الواحدة التي تعبئ الأمة نحو الجهاد، والأولويات في التحرك العام، والرفض المطلق لأي قيادة ضالة، ومنحرفة ومن ثم إعلان الثورة عليها.
وهكذا كان الأصل الخامس وهو (المعاد) أي العودة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ يوم القيامة، يعني نبذ هذه الدنيا، ومجاهدة النفس فيها والعمل الصالح من أجل الله واليوم الآخر.
هذا بالنسبة إلى أصول الدين، وأما فروع الدين فإن نصفها يعتبر مواجهة جهادية شاملة حيث: الجهاد والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتولي لأولياء الله، والتبري من أعداء الله.
والنصف الآخر، وهو الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، والخمس، فيعتبر المرحلة الإعدادية التي تسبق المواجهة، وتمهيد الطريق للجهاد.
أليست الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر؟
و أليس الصوم عملية عبادية وتربوية تصنع ذلك الإنسان الصامد والقوي الذي لا تزلزله العواصف، ولا ينهزم في المعارك؟
وهكذا هي فروع الدين الأخرى كالحج والخمس والزكاة، تعطي نفس النتائج والمعطيات لجعل الأمة الإسلامية أمة مجاهدة.
هنا ينبري سؤال يقول: إذا كان الجهاد، هو المعادلة الضائعة من الأمة، ومن ثم هو السبب في فقدان عزتها وكرامتها.
ترى: من غيّب فريضة الجهاد عنا؟
والجواب: اثنان!
الأول: نحن!
والثاني: العدو!
إن هزيمة الأمة الإسلامية لم تأت بصورة عفوية ولأسباب خارجة عن إرادتها إنما هنالك أسباب واقعية دفعت الأمة لأن تعيش حالة من الاستسلام منها:
1- التواني عن الجهاد، وإخلاء الساحة لجيوش الأعداء.
2- التواكل والتخاذل.
3- عدم تحمل المسؤولية.
4- حالة الترهل والكسل.
5- حب الدنيا ومتاعها، والركون إلى الراحة والدعة.
وبصورة مختصرة، لقد تغلبت موانع الجهاد على دوافعه، فقعدت بالأمة عنه أننا نقرأ في تاريخنا الإسلامي:
حينما ورد خبر غزو مدينة الأنبار في العراق من قبل بعض فرق معاوية، وقد حاول أحد الغازين، أن يسلب من إحدى النساء الذميات قرطها..
حينما وصل هذا النبأ إلى أسماع الإمام علي (عليه السلام) خرج غاضباً ووقف خطيباً وقال: (ألا وإني دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً، وقلت لكم: أغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا).
ويبيّن الإمام لهم أسباب الهزيمة فيقول:
(فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان).
(وهذا أخو غامد وقد وردت خيله الأنبار، وقد قتل حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها، ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها وقلبها، وقلائدها ورعثها ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام).
ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلاً منهم كلم، ولا أريق لهم دم، فلو أن امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان عندي جديراً.
فيا عجباً! عجباً ـ والله ـ يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم! فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمي: يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تغزون، ويُعصي الله وترضون!
فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم: هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبخ عنا الحر، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارة القر، أمهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فراراً من الحر والقر، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون، فأنتم والله من السيف أفر!).
ترى لو كان الإمام علي (عليه السلام) حاضراً الآن ـ فيما بيننا ـ ماذا عساه أن يقول لنا ونحن على هذه الحالة؟
أعتقد أنه سيتأفف منا ومن حالتنا.
هذا عن العامل الأول في تغييب فريضة الجهاد وأما العامل الثاني: فالعدو لا يهدأ له باله، ولا يركن إلى حال، طالما هنالك رجال يقضون مضاجعه، ويلهبون الأرض تحت أقدامه.
وقصص التاريخ حافلة بالكثير من المواقف التي تحكي صمود الشعوب المحتلة، ومقاومتهم للقوات الغازية، مثل ثورة العشرين في العراق وثورة التنباك في إيران، وحرب فييتنام، والغزو الصهيوني للبنان ودخول القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى هناك.
فالجميع يعرف كيف كانت هذه القوات الغازية قوية. ثم لملمت حقائبها وقفلت راجعة إلى حيث أتت، وهي تجر أذيال الهزيمة النكراء منكسة رؤوسها ذليلة.
ولقد قال قائد الحملة الاستعمارية البريطانية على إيران، حينما قفل راجعاً:
(أبداً.. لن تستطيع القافلة أن تحط هنا!.. كيف
(ولماذا؟.. لست أدري.. بيد أن الرمل الذي تحت
أقدامنا أصبح شوكاً.. والجليد تحول جمراً والصخور
غدت سوراً ضخماً عملاقاً أمام خطوات القافلة..
لذلك فنحن لا نستطيع أن نحط هنا).
وألم يحن الوقت لنجعل كل القوات الاستعمارية ترحل عن البلاد الإسلامية وتقول كما قالت القافلة الاستعمارية البريطانية عندما جلت عن إيران؟!
بالطبع أن الاستعمار السياسي والعسكري سيظل باقياً في بلادنا ما لم تتحول الأمة عن وضعها المعاش. وتتشبث بالمعادلة المفقودة.
وسنظل كما نحن عليه اليوم من التمزق وغياب الحضارة الإسلامية ما لم تتحول الأمة إلى أمة مجاهدة.
لقد استخدم العدو كل الوسائل، وعمل على كل الجبهات السياسية، والاقتصادية والعسكرية من أجل سرقة الفريضة الجهادية وأبعادها عنا، وبالتالي تدجين الأمة واستسلامها الكامل لقوته وبطشه.
ولنرى ما الذي عمله العدو اتجاه الأمة في كل صعيد:
أولاً: على الصعيد السياسي قام بشن هجمة إعلامية كبيرة ضد الجهاد والمجاهدين واستخدم لذلك جيوشاً جرارة من الإعلاميين والصحفيين، وبأحدث وسائل الإعلام وأجهزته الحديثة والمتطورة، وكانت خطته ترمي ما يلي:
1- خلق حالة نفسية مضادة للعمل الجهادي. وذلك بوصف المجاهدين والعمليات الجهادية بالإرهاب!
ولقد تعالت أبواق الإذاعات المأجورة تتجاوب مع حملات الغرب العدائية في تسمية الجهاد بالتطرف الديني.. ومن أجل ذلك عُقدت المؤتمرات العالمية في عواصم العالم وبحثت مسألة الإرهاب، والإرهابيين، وأصدروا القرارات الظالمة بحق الشعوب الإسلامية، وأصبح الإنسان المسلم المسافر إلى بلدانهم موضع الشك والريبة.
وحقيقة الأمر.. أن كل هذه الإجراءات يُهدف منها تدجين الأمة وإعادة المارد الإسلامي بعد أن خرج من قمقمه تواً.
2- مدح المعتدلين والاعتدال.. وتقريبهم والتعامل معهم، وتسهيل الأمور لهم، وإعطاؤهم كافة التسهيلات والصلاحيات. حتى لا يوجد هنالك مجال للمتطرفين حسب زعمهم.
ويعمل الأعداء على مدح المعتدلين من الشخصيات المسؤولة والبارزة في الحكومات وفي أواسط الأمة، كما ويتم إعطاء المعتدلين أوراق النجاح لحل بعض القضايا السياسية والمشاكل العالقة في البلاد، وذلك من أجل دعمهم وتقويتهم، ومن ثم كسب الرأي العام الجماهيري لصالحهم.
وبهذا تتم عملية غسيل الدماغ لأبناء المجتمع الإسلامي، فيصدق البعض ذلك ومن ثم يبتعدون عن الجهاد، الذي أسماه الأعداء بالإرهاب ـ وفي الواقع ـ إن ابتعادهم هذا يكون ابتعاداً عن الدين، ولكن باسم آخر.
3- صنع هوة كبيرة بين الأمة، وبين أبنائها المجاهدين. عن طريق تحريف أهداف العمل الجهادي، وإظهاره للناس بأنه إرهاب ضدهم. ومن ثم يكون المجاهدين بمعزل عن دعم الناس وإيوائهم.
وبهذا يسهل اصطياد كل العاملين، وإيداعهم في غياهب السجون، وقتلهم وإعدامهم على أعواد المشانق.
4- صناعة أجواء صبغتها صبغة سلمية تطالب بإحلال السلام الدولي!
وتجد عملاءهم في أمتنا ـ يضعون أنفسهم كقادة للمسلمين، وحاملين للواء الإسلام، يتشدقون بالآية الكريمة:
(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)!
5- إنشاء المذاهب السياسية المزيفة، لتمزيق الصف الإسلامي.
لقد أنشأ البريطانيون المذهب (القادياني) في شبه القارة الهندية، وكانوا يهدفون منه تمزيق الأمة وإبعادها عن الجهاد، لأن هذا المذهب يحرم الجهاد!
وكذلك صنع الأمريكان في إيران المذهب (البهائي) لنفس الغرض، فالبهائية المشبوهة تحرم الجهاد أيضاً!
وهكذا.. فهم يعملون لخلع وتحطيم أنياب الأمة الإسلامية لتصبح وديعة كالأرنب لا تستطيع مقاومتهم.
6- عزل السلاح عن الناس، وحصره في السلطات الحاكمة. وإنزال أشد العقوبات لمن يحمل السلاح أو يتدرب عليه.
بل وحتى رسم السلاح على الورق ـ أصبح في بلادنا ـ أمراً ممنوعاً، ولا يحق لأحد أن يفكر ـ مجرد تفكير ـ في نية التسلح فكيف باقتناء السلاح؟
بينما تجد الإسلام يؤكد وبشدة على ضرورة حمل السلاح، ويبين فوائده.
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم):
(الخير كله في السيف، وتحت ظل السيف ولا يقيم الناس إلا السيف، والسيوف مقاليد الجنة والنار).
ويقل الإمام الصادق (عليه السلام):
(إن الله عز وجل بعث رسوله بالإسلام إلى الناس عشر سنين فأبوا أن يقبلوا حتى أمره بالقتال، فالخير في السيف وتحت السيف، والأمر يعود كما بدأ).
7- صناعة الأحزاب ذات الوجه الثوري، والباطن الاستعماري، وبأسماء مختلفة، مرة باسم القومية وثانية باسم الاشتراكية، وأخرى باسم الشيوعية.
ويهدفون من وراء ذلك استقطاب طاقات الشباب وصبها في القناة غير الصحيحة واللامشروعة.
ثانياً: وأما على الصعيد الاقتصادي فقد قام المستعمر بتهديد الدول ـ التي يفترض أن تكون حامية لحركات التحرر ـ بالمقاطعة الاقتصادية بحجة إيوائهم للإرهابيين.
والعمل القائم ـ على تطبيق المقاطعة الاقتصادية ـ على قدم وساق.
ثالثاً: على الصعيد العسكري حيث يقوم الأعداء باستخدام القوة في ضرب كل المجاهدين، وفرض حكم الإعدام بحق من ينوي منهم القيام بأي عمل جهادي.
واستخدموا القوة العسكرية هنا وهناك، كما فعل الأمريكيون في نيكاراغوا وفي فيتنام بالنسبة لغير المسلمين، وفي لبنان وإيران وليبيا وسائر البلاد الإسلامية بالنسبة للمسلمين.
إنهم يمارسون ذلك بحجة القضاء على الإرهاب، وفي نفس الوقت فإنهم يستخدمون أبشع أنواع الإرهاب بحق الشعوب المستضعفة.
أنهم أشبه بعاهرة تلقي محاضرة في العفة والشرف!
كيف يمكن للإرهابيين أن يتحدثوا عن الإرهاب ومواجهته.
أليس ذلك نوع من السخافة والضحك على الذقون؟
لقد كان الهولنديون المستعمرون للأراضي الإندونيسية يمارسون إرهاباً دموياً بحق الشعب الإندونيسي، حيث كانوا يأمرون العمال ـ من أبناء البلاد ـ أن يأتوا بأكفانهم إلى العمل.
لأن احتمال أن يموت العامل أثناء عمله احتمال كبير جداً وبنسبة أكبر من 70%!!
ولقد دفع الشعب الجزائري المسلم مليوني شهيد ضحايا الاستعمار الفرنسي الرهيب.
كذلك هي إيطاليا حينما استعمرت ليبيا، وبريطانيا حينما غزت الخليج والعراق والمناطق الأخرى من الدول الإسلامية الكبرى.
لقد أنزلوا بنا أشد ألوان العذاب، وأذاقونا طعم المنون، وسلطوا علينا جلاديهم ليحكموا باسم الشعب والوطن!
كل ذلك ليس إرهاباً! ولكن الإرهاب هو أن يدافع الإنسان عن نفسه وعرضه ووطنه، كما في القاموس السياسي الجديد!
إذن.. العدو يهدف السيطرة على الأمة الإسلامية، ويستخدم كافة الطرق والوسائل، في سبيل تدجينها، وتغييب فريضة الجهاد عنها.
ولكن.. هل يرضى أبناء الأمة الإسلامية بأمر الواقع؟ ويستسلموا له؟
في هذا العصر ـ عصر الصحوة الإسلامية ـ لابد من استثمار الفرصة قبل أن تجر أذيالها عنا.
لابد.. من عودة الأمة الإسلامية إلى أحضان العزة والكرامة، وبشكل كامل، ولا يكون ذلك إلا بالعودة إلى الجهاد الشامل ضد الأعداء.
إنا في أمسّ الحاجة اليوم، لصناعة الأمة المجاهدة، التي ترفض الذل والاستعباد، وتحمل راية التحرر والانطلاق. وفي ظل الصحوة الإسلامية، لا يكفي أن نصنع فرداً مجاهداً فحسب، بل لابد من صناعة الأمة المجاهدة، وبون شاسع بين الصناعتين.
يقول الله عز وجل:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس)!
أن تصنع إنساناً مجاهداً فهذا انتصار، ولكن أن تصنع أمة مجاهدة، فذلك انتصار أكبر وأعظم.
وبكلمة أقول:
ليس المهم أن نكون مجاهدين كأفراد هنا وهناك، وفقط، وإنما المطلوب ـ والأهم ـ أن نكون أمة مجاهدة.
والذي يتدبر في الآيات القرآنية الكريمة يلاحظ أن أسلوب الخطاب الإلهي لم يأت بصيغة المخاطب المفرد، وإنما جاء ـ دائماً ـ بصيغة الخطاب الجماعي، ويدل ذلك على أن العمل المطلوب هو العمل الجماعي لصناعة أمة، لا لصناعة أفراد فحسب.
ولهذا نجد الآيات الكريمة تقول:
(وجاهدوا في الله حق جهاده!).
(يا أيها الذين آمنوا!).
(أذن للذين يقاتلون!).
(والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين آووا ونصروا، أولئك المؤمنون حقاً، لهم مغفرة ورزق كريم).
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم):
(من قال لغازٍ أهلاً ومرحباً حياه الله يوم القيامة، واستقبلته الملائكة بالترحيب والتسليم).
إن الأمة المجاهدة تعني أن يكون هنالك ارتباط بين الأمة والمجاهدين ولو بكلمة تشجيعّ أو تقديم المساعدات ولو كانت بمقدار درهم واحد!
ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً:
(من جهّز غازياً بسلك أو إبرة غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم):
(من أعان غازياً بدرهم فله أجر سبعين درة من درر الجنة وياقوتها، ليس منها حبة إلا وهي أفضل من الدنيا).
ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم):
(إن الله ليدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنة عامل الخشب (صانع الأسلحة) والمقوي به في سبيل الله (الذي يدفع ثمن السلاح) والرامي في سبيل الله).
ولبناء الأمة الإسلامية المجاهدة لابد من حشد الطاقات والإمكانات المتنوعة، وفي شتى المجالات، ومختلف الوسائل السليمة.
ولابد من صناعة اللبنات الأساسية لبنة فلبنة، أي لابد من صناعة الإنسان الرسالي فهو الحجر الأساس لبناء الأمة المؤمنة المجاهدة.
إن من الضروري ـ في الوقت الراهن ـ أن يعمل الجميع في جبهة الأمة العريضة، جبهة المواجهة الساخنة ضد أعداء الله والإنسانية.
يقول الإمام علي (عليه السلام) لأصحابه حينما منع العدو عنهم منافذ المياه:
(رووا السيوف من الدماء ترووا من الماء).
ولا طريق لنا غير تشكيل الأمة المجاهدة، وإلا فسنكون كإبل ضل رعاتها، كلما جمعت من جانب انتشرت من جانب آخر!
ودعنا لا نكون كأولئك الذين يخاطبهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فلقد سئم عتابهم حيث قال لهم:
(أف لكم!
لقد سئمت عتابكم!
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟
وبالذل من العز خلفاً؟
إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم..
كأنكم من الموت في غمرة..
ومن الذهول في سكرة!).
ثم يتحدث لهم ويقول بكل حسرة وتأفف:
(لبئس ـ لعمر الله ـ سعر نار الحرب أنتم!
تكادون ولا تكيدون.. وتنتقص أطرافكم فلا تمتعضون..
لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون..
غلب والله المتخاذلون!
وأيم الله إني لأظن بكم أن لو حمس الوغى..
واستحر الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب..
انفراج الرأس..
والله إن امرأً يمكن عدوه من نفسه يعرق،
لحمه، ويهشم عظمه، ويفري جلده، لعظيم عجزه، ضعيف
ما مضت عليه جوانح صدره.
أنت فكن ذاك إن شئت، فأما أنا فوالله دون
أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش
الهام، وتطيح السواعد والأقدام، ويفعل الله
بعد ذلك ما يشاء).
على هذه الخطى.. خطى أمير المؤمنين (عليه السلام) تبنى معالم الأمة المجاهدة أليس كذلك؟
الفصل الاول : ضرورة الجهاد ومنطلقاته
الفصل الثاني : مــوانــع الـجـهــاد

الفصل الثالث : الأمــة الـمـجـاهــدة
الفصل الرابع : الإعـداد والـتـأهـب للـجــهــاد

الفصل الخامس : فـضــل المجـاهـديــن
الفصل السادس : صفات المجاهدين واخلاقهم

الفصل السابع : واجبنا تجاه المجاهدين
صـفـحــة المـــؤلــفــات
للاعلى
يتبع بإذن الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المجاهده فى سبيل الله

المجاهده فى سبيل الله


المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 04/07/2012
الموقع : الامة الاسلاميه

الجهاد والأعداد الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: الجهاد والاعداد الفصل الاول    الجهاد والأعداد الفصل الأول Icon_minitime1السبت أغسطس 18, 2012 5:41 am

السلام عليكم ورحة الله وبركاته ربى يجزيك ووالديك الجنه وجميع المسلمين على هذا المجهود الطيب اخى عكرمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشهيد خطاب




المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

الجهاد والأعداد الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجهاد والأعداد الفصل الأول   الجهاد والأعداد الفصل الأول Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 03, 2012 11:25 pm

بارك الله فيك أخي الكريم

لكن عندي سؤال وأعذرني بارك الله فيك

سؤالي هو من أين اقتبست هذا الموضوع ؟

وعلى أي مذهب أنت ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عكرمه المقدسي




المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 25/07/2012

الجهاد والأعداد الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجهاد والأعداد الفصل الأول   الجهاد والأعداد الفصل الأول Icon_minitime1السبت أكتوبر 19, 2013 7:07 pm

الشهيد خطاب كتب:
بارك الله فيك أخي الكريم

لكن عندي سؤال وأعذرني بارك الله فيك
الحبيب
سؤالي هو من أين اقتبست هذا الموضوع ؟

وعلى أي مذهب أنت ؟

أخي الحبيب في الله معذور وذنبك مغفور بإذن الله ، إنما أنا ناقل للموضوع أما سؤالك على أي مذهب أنا فلا أدري هل من الدين السؤال عن مذهبي ( مذهبي ما كان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ابن أبي طالب رضوان الله عنهم أجمعين ). فهل يكفي جوابي لك أم تريد تفصيل أكثر هدانا الله واياك وجمعنا على حوض رسول الله صل الله عليه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجهاد والأعداد الفصل الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حيّ على الجهاد
»  فضل الجهاد بمعناه الواسع
» معاني النصر والهزيمه في الجهاد
» تعلم صناهة المتفجرات .. الجزء الأول
» :::هدية لأهل التوحيد::: # 57 ((الدرس الأول)) {{{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}}} ..*( كيف تصنع قنبلة في مطبخ بيتك )*..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المجاهدين العرب :: أعداد المجاهدين :: الخلايا النائمة-
انتقل الى: